يعتبر التصحر مشكلة عالمية تعاني منها العديد من البلدان في كافة أنحاء العالم. ويعرف التصحر على أنه تناقص في قدرة الإنتاج البيولوجي للأرض أو تدهور خصوبة الأراضي المنتجة مما يكسبها ظروفا شبيهة بالمناطق الصحراوية و كلمة التصحر كبديل لمصطلحات سابقة مثل "زحف الصحراء" ولعل سبب هذا التصور ما نراه عندما تزحف كثبان الرمل الصحراوية على الواحات و الطرق والسكك الحديدية فتردمها، هذه صورة واقعية ولكنها تشكل جزءا محدودا من مشكلة التصحر فظاهرة "التصحر "هي تحول مساحات واسعة خصبة وعالية الإنتاج إلي مساحات فقيرة بالحياة النباتية والحيوانية وهذا راجع إما لتعامل الإنسان الوحشي معها أو للتغيرات المناخية . أي أن التصحر يصيب أراضي منتجة في المناطق الجافة و شبه الجافة، ويكون التدهور في أول الأمر بقعا متباعدة وتتسع هذه البقع حتى تتلاقی وتندمج لتشكل نطاقا قاحل . وتشكل الهضاب العليا المغربية نموذجا للتصحر، فهذا المجال الجغرافي الشاسع يتميز بمناخ جاف إلى شبه جاف يمتاز بعدم الاستقرار حيت يعرف البرودة شتاءا و الحرارة المفرطة صيفا، كما تعرف المنطقة تغيرات وتدبدبا في كمية التساقطات التي تستقبلها من سنة إلى أخرى، فإذا كانت سنة 1958-1959 قد سجلت أزيد من 30 ملم كمتوسط للتساقطات الشهرية فإن سنة 1944-1945 سجلت فقط حوالي 5 ملم بمحطة عين بني مطهر يتميز مجال جماعة عين بني مطهر بالتنوع من الناحية الطبيعية والبشرية كما يعد الرعي نشاطا مهيمنا، إذ يعتبر الرعي الواسع هو السائد بالمجال إلا أن هذا النمط من الرعي عرف تراجعا ملحوظا بل انقرض نظام الترحال الدائم كليا بسب كثرة الحدود والدويلات وانتشار الزراعة البورية في المعار وفي السهوب والتي يسبقها إجثتات للغطاء النباتي الأصلي، بالإضافة إلى عوامل أخرى، وهذا أدى إلى تكريس الضغط على المجال مما سبب تدهور المجال الرعوي، وقد نتج عن كل هذا تخلي الرعاة الصغار عن تربية الماشية والهجرة نحو المدينة وبتوالي سنوات الجفاف تصاعدت وثيرة الهجرة القروية أمام هذه الوضعية جاءت الدولة منذ التسعينيات بمجموعة من البرامج والتدخلات قصد رفع إنتاجية المراعي وتربية الماشية والتقليص أو الحد من زحف الرمال وتحسين دخل الكسابة... إلا أن هذه الحلول والبرامج عجزت عن التخفيف من حدة تدهور المجال الرعوي.
الشكر الجزيل لطالبة "إسماعيلي عائشة" (طالبة جامعة محمد الأول, وجدة) على مشاركتها.
