لقد عالجنا
في القسم النظري من هذا البحث مرحلة ضرورية في عملية فهم سياسة إعداد التراب بشكل
عام، وسياسة الإعداد الهيدروفلاحي بشكل خاص باعتبار أنهما من الأشكال الأساس في
تنطيم المجالات الريفية، ولكن ذلك كله غير كاف لأن الإلمام بظاهرة ما لا يقتصر فقط
على إدارك العناصر والمفاهيم التي يحتوي عليها تعريف الظاهرة، بل يجب أيضا فهمها
من خلال تجلياتها المجالية والأبعاد التي تأخذها والأشكال التي تميزها.
وهذا الجزء
يطمح لإعطاء إجابات حول مضامين الإعداد الهيدروفلاحي الذي عرفه المجال الدكالي
وفقا للمنهجية المتبعة، وهو يهم كل المجال الريفي بدكالة ولإظهار ذلك كله سوف يتم
خلال هذا الجزء تناول العناصر التالية :
- الفصل الأول : بمثابة عرض لأهم الظروف التي تبلورت في إطارها الملامح الأولى لسياسة إعداد التراب وسياسة الإعداد الهيدروفلاحي على المستوى الوطني.
- الفصل الثاني : تناولت فيه الشروط التي ساعدت على قيام هذه السايسة في سهل دكالة.
- الفصل الثالث : استعرفت فيه وبتركيز شديد بعض الموروثات السوسواقتصادية التي كانت تساهم إلى جانب الشروط السابقة في عرقلة قيام نشاط فلاحي مكثف بالمجال.
- الفصل الرابع : تطرقت فيه للأشكال التنظيمية التي خضع لها المجال وأنواع التجهيزات والمؤسسات الفاعلة في المشروع.
وبذلك حاولت
من خلال هذا الجزء أن أبين حجم التجهيزات التي عرفها المجال، وحجم البرامج
الإعدادية التي خضع لها، كما حاولت أن أجيب من خلاله أيضا على مظاهر تدخل الدولة
في القطاع الفلاحي المسقي، وقد شكل ذلك كله أرضية أساسية تبلورت على إثرها تساؤلات
أخرى سوف تتم الإجابة عنها في الجزء الثاني وذلك بالاعتماد على البحث الميداني.
مقال "سياسة الإعداد الهيدروفلاحي بدكالة وأهم إنعكاساتها -الدائرتان السقويتان الزمامرة والغربية نموذجا-"" مقتطف من أطروحة البحث للباحث "عبد الرحمان الدكاري" (1998), التي تم إشرافها من قبا الأستاذ "إسماعيل العلوي"و كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
مقال "سياسة الإعداد الهيدروفلاحي بدكالة وأهم إنعكاساتها -الدائرتان السقويتان الزمامرة والغربية نموذجا-"" مقتطف من أطروحة البحث للباحث "عبد الرحمان الدكاري" (1998), التي تم إشرافها من قبا الأستاذ "إسماعيل العلوي"و كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.