بحث 17: تربية الماشية بإقليم فكيك بين الأكراهات الطبيعية والبشرية -نموذج جماعة بني وكيل-
الرجوع للموضوع

السبت، 19 مايو 2018

بحث 17: تربية الماشية بإقليم فكيك بين الأكراهات الطبيعية والبشرية -نموذج جماعة بني وكيل-

يكتسي قطاع تربية الماشية بالمغرب أهمية بالغة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، حيث يعتبر أحد ركائز التنمية الفلاحية بالنظر إلى أدواره المتعددة سواء على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والغذائي، أو في مساهمته في تطوير النشاط الاقتصادي في الوسط القروي وتزويده للصناعة الغذائية والتقليدية بالمواد الأولية الأساسية
يحضى هذا القطاع بجماعة بني گیل بمكانة متميزة، حيث يعد إمتلاك القطيع في تقاليد قبائل بني قيل وسيلة للإدخار والاستمرار ورمز للغنى والوجاهة، مما ساعد على نمو الثروة الحيوانية، ويمثل تربية الماشية العمود الفقري للنسيج الاقتصادي بالمنطقة وذلك بالنظر إلى الإمكانيات الطبيعية المتمثلة في شساعة المراعي والتنوع في النباتات ذات القيمة العلفية الجيدة كالحلفاء والشيح...
وتعتمد تربية الماشية بالمنطقة على نمط تقليدي يرتكز بالأساس على ما توفره الطبيعة من مراعي وغابات تختلف باختلاف الظروف المناخية، التي تتميز بمناخ صحراوي جاف الذي يغلب عليه طابع القارية، حيث يعرف البرودة شتاءا والحرارة المفرطة صيفا، كما يتلقى مجال الجماعة تساقطات مطرية قليلة و غير منتظمة، حيث لم تسجل سوى 130 ملم كمتوسط سنوي بين سنتي 2004 و 2012، إلا أن هذا القطاع يعرف تراجعا ملحوظا بسبب عدة إكراهات طبيعية وبشرية، الأولى تتمثل على الخصوص في ظاهرة الجفاف والفيضانات والأمراض الحيوانية، والثانية تتمثل في مختلف الممارسات الاجتماعية كالرعي الجائر، والحرث العشوائي واجتثات النباتات المحلية، كل هذه العوامل أدت إلى تدهور المراعي والإخلال بتوازن المنظومة الرعوية، مما يؤثر سلبا على قطيع الماشية ويحرمها من الكلاء، الشيء الذي أدى إلى إحداث تغييرات في نمط عيش الرحل، الذين تحولوا إلى نصف رحل تارة يستقرون بالمدينة وتارة أخرى يعودون إلى خيامهم، وازداد تدهور المجال الرعوي حدة في السنوات الأخيرة، رافقه تزايد الطلب على المواد العلفية، مما أسفر إلى تفقير الكسابة الصغار ذو الوضعية الهشة (اقل من 80 رأس) ودفعهم إلى التخلي عن مهنة الكسب والهجرة نحو المدينة وبذلك تصاعد وتيرة الهجرة القروية، وتدهور الظروف والمستوى المعيشي للسكان.
الشكر الجزيل لطالبة "إسماعيلي عائشة" (طالبة جامعة محمد الأول, وجدة) على مشاركتها.
بحث: تربية الماشية بإقليم فكيك بين الأكراهات الطبيعية والبشرية -نموذج جماعة بني وكيل-


Disqus
Blogger
حدد نظام التعليق الذى تريده ... وأترك تعليقك

ليست هناك تعليقات

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري