استأثرت
ظاهرة السياحة وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والبيئية
باهتمام العديد من الهيآت والفعاليات عبر مختلف أنحاء العالم حكومية كانت أم غير
حكومية، وكذا المؤسسات التعليمية، ورجال السياسة والاقتصاد والفكر الذين قاموا
بإجراء دراسات وإصدار أبحاث ونشرات تھم مختلف أبعادها وانعكاساتها على مختلف المجالات
الحياتية منذ العقود الأولى من القرن العشرين.
وتحت إشراف
العديد من الهيآت والمنظمات السياحية تم إجراء دراسات وأبحاث وعقد لقاءات وندوات
ومؤتمرات حول السياحة وانعكاساتها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية،
وقامت بنشر العديد من التقارير والنشرات والدراسات حول الأنشطة السياحية بالعالم.
ونظرا لارتباط النشاط السياحي بقطاعات مختلفة، فالعديد من وجهات النظر تطرقت
لتعريف السياحة، فالبعض يتأثر بها كظاهرة اقتصادية، والبعض الآخر يتأثر بها كظاهرة
اجتماعية، ومنهم من يركز على أهميتها في تنمية العلاقات الدولية أو كعامل من عوامل
العلاقات الإنسانية .
فمصطلح
"سياحة" لم يظهر إلا منذ أقل من ثلاثة قرون خلت لدى الأوربيين، عندما
كان بعض أفراد الطبقات البورجوازية الراقية (الإنجليز بالخصوص) يسافرون باتجاه
باريس أو روما من أجل زيارة بعض المواقع الأركيولوجية والتاريخية، ولم يصبح
المصطلح شائعا إلا مع نشر Stendhal لكتاب حول السياحة "Mémoires d'un touriste" ابتداء من سنة 1838.
وقد بدأ
تعريف السياحة كظاهرة مستقلة ذات مقومات خاصة منذ مطلع القرن العشرين، فالألماني
"جوبير فوربلر" يرى منذ سنة 1905 بأنها: «ظاهرة من الظواهر المنبثقة عن
الحاجة المتزايدة إلى الراحة، وإلى تغيير الهواء، وإلى الإحساس بجمال الطبيعة،
وإلى الشعور بالبهجة والمتعة من الإقامة في مناطق لها طبيعتها الخاصة، وأيضا إلى
نمو الاتصالات التي كانت ثمرة اتساع نطاق التجارة والصناعة، وثمرة تقدم وسائل
النقل».
أطروحة
دكتوراه في الأداب, تخصص الجغرافيا, حول موضوع "المؤهلات الطبيعية والثقافية
بإقليم بنسليمان -واقع وأفاق تطوير السياحة البيئية-" من إنجاز الباحثة
"ثريا بوحفاض", تحت إشراف الاستاذة "رشيدة نافع", وحدة
التكوين والبحث "الجغرافية الطبيعية وقواعد إعداد المجال", جامعة محمد
الخامس, كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط, 2008-2009.
