لقد خضع المجال الساحلي المغربي منذ بداية القرن العشرين لتحولات
عميقة ارتبطت بظاهرة الإستقطاب لهذا المجال على جميع الأصعدة (اقتصادية وخدماتية
وتركز سكاني وتحضر...) مما إنعكس سلبا في كثير من الأحيان على التوازنات الطبيعية
الهشة في المنظومة البيئية الساحلية، وأدى إلى بروز مظاهر التدهور بفعل حدة
الإستغلال من جهة، وضعف الحماية القانونية في المجال الساحلي من جهة أخرى.
وعلى
الرغم من تزايد الإهتمام التنموي بالمجال الساحلي خلال الثلث الأخير من القرن العشرين، حيث حضي بأولوية خاصة في مخططات
التنمية ومشاريع المحافظة على البيئة، باعتبار حساسيته وهشاشته من جهة وأهميته الإقتصادية
من جهة ثانية، فإن تطور الأنشطة وما رافقها من تحولات إقتصادية وإجتماعية كانت أسرع بكثير من وتيرة الإهتمامات البيئية
والتنموية
يعتبر إنجاز مشروع الطريق الساحلية المتوسطية من أهم الأوراش الكبرى
التي شهدها المجال الساحلي المتوسطي في الآونة الأخيرة. والذي سيكون له وبدون شك
انعكاسات مجالية جمة خصوصا على المستوى الاقتصادي، إذ سيساهم في تسريع وتيرة
التطورات و دفع عجلة التنمية إلى الأمام، وفك العزلة عن المناطق والدواوير وسهولة
الربط بينها، في وقت كان هذا المجال في أمس الحاجة لمثل هذه المشاريع خصوصا وأن
المنطقة عانت ولأمد طويل من التهميش. كما أن هذا المشروع له انعكاسات سلبية على
المستوى البيئي خاصة بالشريط الساحلي. هذا على الأقل من الناحية النظرية و سنحاول
من خلال هذا البحث الوصول إلى إبراز الإنعكاسات المجالية والسوسيو-اقتصادية للطريق
الساحلية المتوسطية.
التحميـــــل | الملف | ||
---|---|---|---|
U4E | GU | FU | |
هنا | هنا | هنا | memoir ajaoun |