منذ منتصف القرن العشرين عرف المغرب نموا سكانيا مهما و سريعا ، إذ كانت ساكنته لا تتعدى 4 ملايين في بداية القرن العشرين، ونتج عن ارتفاع نسبة الحضر امتداد المجال الحضري و توسعه و ذلك أساسا بفعل التزايد الطبيعي و الهجرة القروية ثم الهجرة الحضرية، بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه التعمير الإداري بما فيه توسيع المدارات الحضرية للمدن الكبرى و الصغرى و المتوسطة و ترقية بعض المراكز القروية إلى درجة مراكز حضرية خلال التقسيم الإداري الأخير، كل هذه العوامل أدت إلى عدة إكراهات منها أزمة السكن التي تظهر في ارتفاع نسبة الطلب على السكن وانتشار السكن العشوائي والأحياء غير المهيكلة وبطبيعة الحال التحدي الذي تفرضه المرافق العمومية والبنيات التحتية، وبالتالي فرضت الوضعية تعبئة المزيد من الأراضي بضواحي المدن لتلبية الحاجيات المتزايدة، وبصفة عامة فالمدينة المغربية أصبحت تعرف ارتفاعا في وتيرة النمو العمراني.
و للتوسع الحضري انعكاسات على المجال الاقتصادي و الإجتماعي ثم البيئي و الذي سنتطرق له في بحثنا هذا و الذي يظهر ب فعل الاستراتجيات التي تقصي البعد البيئي من سياستها التخطيطية، مما خلق عدة مشاكل ايكولوجية مختلفة بالمنطقة، سواء على مستوى تلوث المواد المائية السطحية و الجوفية، أو تلوث الهواء الناتج عن دخان المصانع ووسائل النقل، ثم تقلص المساحات الخضراء، بالإضافة إلى مشكل تدبير النفايات الصلبة والسائلة خاصة بالأحياء الهامشية و غير المهيكلة، ولا يخفى علينا الاقتطاعات الكبيرة التي تتعرض لها الأراضي الزراعية والغطاء النباتي الطبيعي، وعليه سيشمل بحثنا هذا دراسة و تشخيص الاثار البيئية الناتجة عن ظاهرة التوسع الحضري بمدينة وجدة.
بحث تحت موضوع "الأثار البيئية للتوسع الحضري -وجدة-"، من إعداد الطلبة "هجار ايراري" و"رانية لحميدي"، تحت إشراف الأستاذة "بن ربيعة خديجة"، شعبة الجغرافيا، جامعة محمد الأول، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وجدة.
كما نشكر الطالبة "هجار إيراري"، لمشاركتها البحث