تعتبر مدينة تازة من المدن العتيقة و العريقة بالمغرب ورغم أنها كذلك لم تحظى بالدراسات التي حظيت بها مدن مغربية أخرى كفاس، مكناس، و مراكش التي حظيت بكم وافر من الدراسات و الأبحاث في مختلف الميادين التاريخية و المجالية و السوسيولوجية، ويرجع ذلك بالأساس إلى التأثير الكبير الذي تمارسه هذه المدن و الذي اكتسبته من مواقعها الإستراتيجية وحجم وقيمة المأثر التاريخية المتواجدة بها وطبيعة الدينامية الاقتصادية التي تعرفها.
بالموازاة مع هذا الكم الهائل من الدراسات النظرية التي كتبت حول هذه المدن شهدت هذه الأخيرة خلال العقد الأخير توجه نحو ترسيخ العمل المؤسساتي بهدف التدخل لإنقاذها ورد الاعتبار لتراثها سواء المادي أو المعنوي، هذا الاهتمام كلل بتصنيف العديد من المدن المغربية من طرف منظمة اليونسكو ضمن لائحة التراث الكوني.
بالمقابل تبقى بعض المدن الصغرى مثل تازة على الهامش باستثناء بعض الدراسات
التي كانت تخدم مصالح جهات معينة رغم ما تزخر به من تراث يمكن استثماره في تنمية
المنطقة على الأقل محليا خدمة التنمية الجهوية ولما لا القطرية
فمدينة تازة تعد ضمن المدن المغربية الأصيلة التي تتوفر على تاريخ مجيد و تراث ثقافي و طبيعي متنوع غير معروف إلا لدى الساكنة المحلية تقريبا، فالمدينة لبنة أساسية من
البنات التراث الحضاري المغربي الذي أدى دوره عبر التاريخ و صمد في وجه التحديات
بالمدينة في حين يطفي البحث الميداني على الباب الثاني وهي ضرورة فرضتها منهجية
ونوعية البحث.
و لعل أسمى ما تصبو إليه من خلال هذه المحاولة، أن نبعث في نفس القارئ الكريم والمسؤولين في الجهات المختصة والإدارات المعنية إيمانا راسخا بأهمية التراث في التنمية
و الحفاظ على الهوية لمواجهة تحديات العولمة.