لقد جرت العادة أن ينهي الطلبة مشوارهم الدراسي الجامعي باختيار بحث علمي يجسد ثمرة ومخاض لثلاث سنوات من بذل الجهد والمثابرة من أجل تحصين قدراتهم العلمية، ويأتي هذا الموضوع " الاستثمار السياحي الأجنبي والوطني ودوره المحوري في تهيئة وتنمية واحة مزكيطة في القطاع الأوسط لوادي درعة " لإغناء خزانة البحث الأكاديمي الموكول لهذا الجزء الصحراوي الجنوب الشرقي لبلدنا الذي يصارع في صمت ويلات التهميش والإقصاء التي لا زالت تحاصره وقد تم اختيارنا لهذا المجال المنسي وربما المبتذل لإحيائه من جديد أولا لاعتبارات ذاتية وعاطفية بحكم التمامنا إلى هذه الربوع الصحراوية والشامخة فالإنسان ابن بيئته نشده علاقات وجدانية لا يمكن إغفالها أكسينا دراية جيدة بالمنطقة وجعلتنا نعيش هموم سكانها.
إن هدفنا من هذا البحث ليس هو نبش الماضي ولا السير في أغواره ولا نقله لنتميز به بقدر ما نبغي من خلاله التعريف بخصوصيات منطقتنا بالدرجة الأولى على المستوى السياحي في محاولة منا للتعريف بهذه المنطقة إثارة الانتباه إلى بعض المؤهلات المبخسة والمهملة ، بالإضافة إلى محاولة إبراز الاستثمارات السياحية وانعكاساتها على الواحة وثانيا هناك اعتبار موضوعي يعود بالأساس للنقص الحاصل في الدراسات والأبحاث التي تناولت مواضيع السياحة بكل تجلياتها القائمة حاليا بواحة مزكيطة خاصة. ثم العمل بقسط جد صغير بهدف تذويب الجدار السميك من واقع التهميش والعزلة اللذين تعاني منهما منطقتنا بحدة متفاحشة أصبحت مرفوضة سواء على المستويين الجهوي و الوطني في جميع الميادين والأصعدة ، وبالإضافة إلى كل هذا فإن رغبتنا المسلحة الأولى تجسدت في معرفة أوضاع السياحة المترسخة بواحة مزكيطة بغية رصد ما وصل إليه الشأن السياحي بموطننا الأصلي من خلال تقييمنا لثنائية الإنجازات والمعيقات المتصلة بهذا الورش وسط القضاء المدروس .
ونظرا لما تقتضيه طبيعة الموضوع من موضوعية ومنهجية مقاربتية فقد ارتأينا أن نقسم بحثنا لأربعة فصول، ونتمنى أن تكون من خلال مضامينهم التحليلية و التوضيحية قد أحطنا ولو بشكل جزئي بكل ما يهم الحركية السياحية بواحة مزكيطة في جل جوانب.
