لقد عرفت الكرة الأرضية تغيرات كبيرة عبر مختلف فترات التاريخ الجيولوجي، وقد ظهرت عدة نظريات وأفكار كان هدفها الأساسي هو البحث في مراحل نشأة وتطور الكرة الأرضية، وأهم هذه النظريات والأفكار هي زحزحة القارات وتكتونية الصفائح، التي نرى أن الكرة الأرضية كانت عبارة عن قارة واحدة قبل انقسامها إلى عدة | کتل قارية تباعد بعضها عن البعض لتتخد شكلها الحالي.
وقد أكدت الاكتشافات التي منيت في أعماق المحيطات هذا التقسيم، حيث لوحظ على حدود مستوى الصفائح حركة تقارب أو تباعد. فالتقارب يقم بفعل الضغوطات الجانبية وفي اتجاه معاكس، وينتج عن هذه العملية نقيب في القشرة الأرضية نحو الأعلى لتشكل بذلك أنماطا مختلفة من التشوهات البنائية، وذلك حسب طبيعة المواد المكونة للمجالات التي تعرضت للتقلص والتي توافق في الغالب الأحواض الرسوبية، فإذا كانت الصخور طوعية فإنها تتعرض للالتواءات والتي يختلف شكلها حسب شدة الضغوطات الجانبية أما إذا كانت الصخور صلبة وغير قابلة للالتواء فإنها تتعرض إلى مجموعة من الانكسارات والتي تكون في الغالب معكوسة، ثم أن انغراز الصفيحة المحيطية في الغلاف المطاطي Asthenosphere يؤدي إلى الانصهار الجزئي للغلاف الصخري الشيء الذي يؤدي إلى تشكيل صهارة نتبعث إلى السطح عبر مجموعة من الشقوق محدثة براكين انفجارية مدمرة تتميز بصهارة لزجة وغنية بالغازات وبخار الماء. أما مناطق التباعد أو التمدد فهي ناتجة عن الضغوطات التي تحدتها المواد المنصهرة في الأسفل ويحدث ذلك بالخصوص في المجالات التي تكون فيها القشرة القارية ضعيفة السمك وتعتبر هذه الضغوطات أساس تشكيل الذروة المحيطية واتساع المحيطات فهي عبارة عن أخاديد طويلة تشرف عليها مجموعة من المستويات المتدرجة، والاتصال بين مستوى وآخر يتم عن طريق انكسار مائل في اتجاه المناطق المنخفضة وهي انكسارات من النوع العادي. وتتميز هذه الأخاديد بوجود تدفقات بركانية انسكابية مهمة، جزء من هذه الصهارة يتبلور في العمق ليشكل بذلك صخور اندفاعية متبلورة أي ذات بنية حبيبية مثل الكرانيت والجزء الأخر يصعد نحو السطح ويخضع للتبريد السريع أثناء تماسه إما بماء البحر أو بالهواء ليشكل صخور غیر متبلورة ذات بلورات مجهرية مثل البازالت.
محاضرات المورفولوجيا الدينامية, للأستاذ "شرف", عن جامعة القاضي عياض, آسفي. كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
