مما لا شك أن ارتباط الإنسان بالأرض سبب بإلحاح في دراسة تطورات هذه العلاقة وتفسير أسبابها، وبالتالي فان النظرة الاسترجاعية حاضرة وتجد لها مكانا في هذا العلم، فهي المحدد الأمثل لمعرفة النظرة الاستشرافية وما ستؤول إليه الأمور في المستقبل. فحديثنا عن التحولات يدفعنا لتناول الموضوع في بعديه الزماني والمجالي، على الرغم من أن التحول لا يقتصر على المواضيع البشرية ذات الارتباط بالإنسان فحسب، بل تتقاسمها مجموعة من الفروع الطبيعية، كالحديث عن التحولات التي تعرفها بعض أجزاء الأرض السطحية أو الباطنية | أو بعض التحولات والتغيرات المناخية، إضافة إلى التحولات السريعة التي ترافق نمو النباتات مثلا.
إلا أن التحولات التي يدخل فيها الإنسان غالبا ما تكون ملحوظة، بغض النظر عن التحولات التي تطرأ على تحول العقليات وتبدل العادات والتقاليد، والتي غالبا ما تكون على سلم زمني طويل. فالتحول بهذا المعنى يفيد الانتقال من حالة الأخرى في هيئة خطية أو دورية أو تصاعدية أو تراجعية، أي حركية عبر الزمن. وبالتالي يمكن اعتبار التحول في الجغرافيا على الخصوص صيرورة له بداية ومراحل تطور، وتعتبر الفترة الراهنة والحاضر إحداها، وبتداخل هذه المكونات يمكن استشراف ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل. وأثناء حديثنا عن تعاقب هذه المراحل، فإننا لا يمكن أن نغفل عنصر التفاعل الذي بفضله انصهرت عناصر الزمن وأعطت نوع الظاهرة الجغرافية.
كما أن استغلال الإنسان للموارد الطبيعية كان في السابق يتم على نحو متوازن، غير أن التحولات التي أصبحت تعرفها المجالات المغربية ولا سيما الجافة من جراء النمو الديموغرافي، الخضوع للتغيرات المناخية، دخول عصر الصناعة وتطور التقنيات. جعل من الأوساط الطبيعية أوساطا هشة، وزاد من اتساع الفجوة بين الاستهلاك وبين الموارد المتاحة، مما سمح بظهور مجموعة من المشاكل السوسيواقتصادية والبيئية الخطيرة.
هذه التحولات التي تخص أساسا عنصري الإنسان كالاستقرار وتغير الأنماط الاقتصادية، والمجال من تراجع وتدهور، وان تعددت التعاريف حول مفهومها كالدينامية والتطور والانتقال، أو حول مظاهرها كالهجرة والنمو والتعرية والتحول... فإن الأمر يخص بالأساس تفاعل الإنسان مع الوسط الذي يعيش فيه والذي يدخل ضمن استعمالاته واستغلالاته في الزمان والمكان. وبذلك ونتيجة لمجموعة من العوامل البشرية والطبيعية تتعرض الغابات للتدمير وتتقلص الأراضي الصالحة للزراعة و يسود الرعي الجائر نتيجة تملح التربة وتعريتها وانخفاض كمية ونوعية المياه الجوفية السطحية الناتجة بدورها عن زيادة ترسبات السدود والأنهار، لتظهر في الأخير مجموعة من الظواهر الاجتماعية المعقدة كالفقر والهجرة من الأرياف نحو المدن، مما أدى إلى تفاقم المشاكل الحضرية واعاقة عمليات تأهيل وتنمية المناطق القروية.
إلا أن التحولات التي يدخل فيها الإنسان غالبا ما تكون ملحوظة، بغض النظر عن التحولات التي تطرأ على تحول العقليات وتبدل العادات والتقاليد، والتي غالبا ما تكون على سلم زمني طويل. فالتحول بهذا المعنى يفيد الانتقال من حالة الأخرى في هيئة خطية أو دورية أو تصاعدية أو تراجعية، أي حركية عبر الزمن. وبالتالي يمكن اعتبار التحول في الجغرافيا على الخصوص صيرورة له بداية ومراحل تطور، وتعتبر الفترة الراهنة والحاضر إحداها، وبتداخل هذه المكونات يمكن استشراف ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل. وأثناء حديثنا عن تعاقب هذه المراحل، فإننا لا يمكن أن نغفل عنصر التفاعل الذي بفضله انصهرت عناصر الزمن وأعطت نوع الظاهرة الجغرافية.
كما أن استغلال الإنسان للموارد الطبيعية كان في السابق يتم على نحو متوازن، غير أن التحولات التي أصبحت تعرفها المجالات المغربية ولا سيما الجافة من جراء النمو الديموغرافي، الخضوع للتغيرات المناخية، دخول عصر الصناعة وتطور التقنيات. جعل من الأوساط الطبيعية أوساطا هشة، وزاد من اتساع الفجوة بين الاستهلاك وبين الموارد المتاحة، مما سمح بظهور مجموعة من المشاكل السوسيواقتصادية والبيئية الخطيرة.
هذه التحولات التي تخص أساسا عنصري الإنسان كالاستقرار وتغير الأنماط الاقتصادية، والمجال من تراجع وتدهور، وان تعددت التعاريف حول مفهومها كالدينامية والتطور والانتقال، أو حول مظاهرها كالهجرة والنمو والتعرية والتحول... فإن الأمر يخص بالأساس تفاعل الإنسان مع الوسط الذي يعيش فيه والذي يدخل ضمن استعمالاته واستغلالاته في الزمان والمكان. وبذلك ونتيجة لمجموعة من العوامل البشرية والطبيعية تتعرض الغابات للتدمير وتتقلص الأراضي الصالحة للزراعة و يسود الرعي الجائر نتيجة تملح التربة وتعريتها وانخفاض كمية ونوعية المياه الجوفية السطحية الناتجة بدورها عن زيادة ترسبات السدود والأنهار، لتظهر في الأخير مجموعة من الظواهر الاجتماعية المعقدة كالفقر والهجرة من الأرياف نحو المدن، مما أدى إلى تفاقم المشاكل الحضرية واعاقة عمليات تأهيل وتنمية المناطق القروية.