يعتبر التأهيل العمراني للمباني التاريخية من القضايا التي أصبحت تشغل بال المهتمين بالتراث وطنيا ودوليا. وعلى مستوى المدينة القديمة لوجدة، التي لا تزال تحتفظ بالعديد من التركات العمرانية الأصيلة، شهدت تنفيذ العديد من البرامج الرامية إلى حمايتها من التدهور والانقراض، وهو الأمر الذي حاولنا معالجته في هذا العمل في علاقته بالاستمرارية والاستفادة المستدامة من قيمتها. وقد اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج الوصفي لتشخيص الوضع الراهن للمدينة العتيقة، وكذلك المنهج التحليلي لمعرفة جدوى التدخلات الرامية إلى الحفاظ على هذا الموروث العمراني.
وقد توصلنا إلى أن هذه المحاولات كانت متباينة بين التدخلات الإيجابية التي شملت بعض المعالم كالأسوار، في حين استمر تدهور أغلب المباني السكنية بوسط المدينة، إلا أن فرص التأهيل والتجديد لا تزال متاحة، وهو ما من شأنه المحافظة على التراث العمراني ذي الحمولة الثقافية الهامة.
مقال حول موضوع "مدينة وجدة العتيقة بين التأهيل الحضري واستدامة التراث العمراني"، من إعداد الأستاذ "زروالي علال" بشعبة الجغرافيا (وجدة)، بمشاركو الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه، "عبد الحفيظ حميمي" و"عصام مهدي"، ضمن فريق البحث في "تكنولوجيا الإعلام الجغرافي وتدبير المجال"، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وجدة.
