عرفت مدينة الصويرة نموا حضريا، ساهم في ظهور مجموعة من التحديات المجالية المرتبطة بتقلص الوعاء العقاري، وضعف التكامل بين مشاريع التهيئة الحضرية ، وتاثر المجالات البيئية ، من خلال طفوح عمليات التوسع الحضري للمدينة على مجال الكثبان الرملية المحيطة بها ، ومع تزايد السكان والإستثمارات توسعت مدينة الصويرة ، وتقلص معه بذلك المجال الغابوي المحيط بالمدينة ، وتزايد حجم النفايات الصلبة والسائلة مع مرور السنوات، ففي الوقت الذي شهدت فيه المدينة توسعا حضريا مهما، تزايدت حاجتها إلى المشاريع الكفيلة بحماية مجالها الحضري، والذي عرف عدة اختلالات بيئية و اختلالات همت البنيات التحتية، بالخصوص التطهير السائل.
فتوسع مدينة الصويرة، فرض تعبئة المجال المحيط بها، والمتكون من المجال الغابوي، هذا الأخير عرف تراجعا مع توالي السنوات لصالح المشاريع السكنية و السياحية ، والتي تعول عليها المدينة لتحقيق دينامية اقتصادية، لكن تقلص المجال بهذه المدينة خلف مشاكل بيئية ، على الرغم من أن بعض المدن، عرفت توسعا حضريا بشكل أكثر حدة من ذلك المسجل بمدينة الصويرة، لكنها في المقابل لم تعرف مشاكل بيئية بها، كما هو الحال بالنسبة لمدينة الرياح.
تعتبر المشاريع السكنية والسياحية المحرك الأساسي للدينامية الاقتصادية بمدينة الصويرة، في ظل تراجع النشاط الصناعي بها، لكن وعلى الرغم من غياب الأنشطة الصناعية بالمدينة، تأثرت بعض المكونات البيئية، وهو ما يدفع إلى التساؤل عن السبب في تأثر البيئة بهذه المدينة؟ هل هي السياحة لكونها النشاط الاقتصادي الذي يخلق حركية مهمة بالمدينة ، ويستهلك المجال بقوة ، أم هو النشاط السكني الذي ساهم في خلق مشاكل بيئية بالمدينة، من خلال حجم النفايات الصلبة والسائلة التي تخلفها التجمعات السكنية ، أم هي السياسات الحضرية التي لم تراعي الخصوصيات البيئية للمدينة.
موضوع بحث لنيل شهادة الماستر بشعبة الجغرافيا, ماستر إعداد التراب والتنمية الجهوية, حول موضوع "بحث الماستر: التوسع الحضري وإنعكاسلته البيئية بمدينة الصويرة", من إعداد الطالبة "رامو رشيدة" بإشراف الأستاذ "يحيوي عبد العزيز", جامعة القاضي عياض, كلية الآداب والعلوم الإنسانية, مراكش,2009-2010.
