الأخطار
الطبيعية هي الظواهر الجوية والمناخية القاسية والمتطرفة التي تحدث بصورة طبيعية
في مختلف بقاع الأرض، مع تفاوت في حجم هذه الأخطار وأنواعها، على أن هذه الأخطار
إذا تسببت في خسائر بشرية ومادية جسيمة طالت حياة الإنسان وسبل عيشه وحالت دون
تحقيق التنمية المستدامة، فإنها تتحول إلى كارثة طبيعية.
والأخطار
الطبيعية تحدث على نطاقات زمنية ومكانية مختلفة، وكل منها فريد في طبيعته. فتتسم
أعاصير التورنيدو والفيضانات الخاطفة بأنها ظواهر قصيرة المدة ولكنها عنيفة تؤثر
على مناطق صغيرة نسبية. وبخلاف ذلك، فالجفاف مثلا يستشري ببطء، ولكنه يمكن أن يؤثر على معظم
أنحاء قارة من القارات وعلى جميع سكانها لشهور أو حتى لسنوات. ويمكن أن تنطوي
ظاهرة جوية متطرفة على أخطار عديدة في آن واحد، أو تنطوي على أخطار متعددة سريعة
التعاقب. ويمكن أن تؤدي العواصف المدارية، وكذلك الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة
إلى حدوث فيضانات وانهيالات وحلية. وفي خطوط العرض المعتدلة، يمكن أن يكون الطقس
القاسي في فصل الصيف (العواصف الرعدية والبرقية أو أعاصير التورنيدو) مصحوبة ببرد
كثيف وفيضانات خاطفة. وقد تسهم أيضا العواصف الشتوية المصحوبة برياح شديدة وثلوج
غزيرة أو أمطار متجمدة في حدوث تيهورات في بعض المنحدرات الجبلية وفي حدوث جریان
سطحي وفيضانات شديدة لاحقة في موسم الذوبان.
تأتي التغيرات المناخية لتزيد من حدة
هذه المخاطر في جل أرجاء العالم بسبب رفع النشاط البشري لنسب الغازات الدفيئة في
الغلاف الجوي الذي بات يحبس المزيد من الحرارة. فكلما اتبعت المجتمعات البشرية
أنماط حياة أكثر تعقيدا واعتمادا على الآلات، كلما احتاجت إلى مزيد من الطاقة،
الأمر الذي ينتج عنه تغير في المناخ بفارق غير طفيف في الأنماط المناخية. فدرجات
الحرارة المتفاقمة ستؤدي إلى تغير في أنواع الطقس، كأنماط الرياح وكمية التساقطات
وارتفاع مستوى البحار إلى جانب تمدد كتلة مياه المحيطات، إضافة إلى ذوبان الكتل
الجليدية الضخمة، ككتلة غرينلاند، ويتوقع أن يرتفع مستوى البحر من 0,1 إلى 0,5 متر
مع حلول منتصف القرن. هذا الارتفاع المحتمل سيشكل تهديدا للتجمعات السكنية
الساحلية وزراعتها إضافة إلى موارد المياه العذبة على السواحل ووجود بعض الجزر
والبحيرات التي ستغمرها المياه.
ان
هذه التهديدات التي تواجه العالم لا يسلم منها بلدنا المغرب أيضا لموقعه الجغرافي،
فهو منفتح على واجهتين بحريتين، ولذلك يعد من ضمن الدول المعرضة للخطر، خاصة خطر
خط الساحل، ولعل ما شهده المغرب يومي الاثنين والثلاثاء 29 و 30 نونبر 2014 من
فيضانات في نقاط مختلفة من المملكة، جراء التساقطات التي وصفت ب «الاستثنائية»
يؤشر بشكل واضح على أننا أمام متغير يفرض تحديه علينا حاليا، فمن المناطق المعرضة
وطنيا لقساوة التأثيرات المناخية، الريف المغربي، والشمال الشرقي للمغرب على ساحل
الأبيض المتوسط، خصوصا الناظور حيث تتجلى في ارتفاع الحرارة، وعلو الأمواج داخل
البحار وكذا انجراف الرمال الشاطئية بالشريط الساحلي، وخير دليل على ذلك منطقة
أركمان التي تقع على بعد 25 كلم من مدينة الناظور، والمطلة على بحيرة مارتشيكا
والبحر الأبيض المتوسط، وهي مهددة بارتفاع منسوب مياه البحر مما قد يتسبب في إغراق
جزء من أركمان، وهذا أصبحت تظهر معالمه في القسم المطل على المتوسط.
فما
هي المخاطر التي تهدد أركمان؟ وما حجمها ونتائجها؟ ثم ما تأثيرها على حياة سكان
المنطقة في مختلف الجوانب؟ وما السبل الكفيلة بدفع هذه المخاطر أو على الأقل
التخفيف من جسامتها؟ وماهي تمثلات الساكنة حول هذه المخاطر؟
بحث لنيل شهادة التخرج في شعبة الجغرافيا, من إعداد الطالب "الحسني محمد", أحد أبناء جماعة أركمان بإقليم الناظور, طالب بجامعة محمد الأول, كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة, بحث حول موضوع "المخاطر الطبيعية بجماعة أركمان".